تدور مقترحات داخل ديوان عام وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني حاليا، حول إلغاء «الكتاب المدرسي» وإيجاد بديل قوي له، حيث استقبل الدكتور الهلالي الشربيني وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، مقترحا خلال مؤتمر الحوار المجتمعي بإلغاء الكتاب المدرسى والعمل على استبداله بمذكرات مبسطة لشرح الدروس والمناهج بعيدا عن الحشو والتكرار، وقد عمل الوزير خلال المؤتمر على تأييده لهذه الفكرة ووعد بدراستها خلال الأيام القادمة والعمل على مناقشتها مع المختصيين للبدء فيها.
وأكدت مصادر بديوان عام التربية والتعليم أن الوزارة بدأت في عمل مناهج تفاعلية على بوابة الوزارة على الإنترنت، حيث أنه تم رفع 19 منهجا حتى الآن في صيغة الـ «بى دى أف»، وسوف يتم رفع 6 مناهج أخرى خلال الأيام القادمة.
وأشارت المصادر إلى أن إلغاء الكتاب المدرسي سوف يبدأ بالمراحل الثانوية أولا ثم تطبيقه على المراحل الإعدادية والإبتدائية، خاصة بعد مطالبات مديري الإدارات التعليمية على مستوى محافظات الجمهورية، وخبراء التعليم بضرورة توفير بدائل من تحويل المناهج إلى الكترونية والاستغناء عن الكتاب المدرسي، أو تسليم الطلاب مذكرات مبسطة في نهاية كل عام دراسى خاصة أن هذا المقترح سوف يعمل على حل أزمة الطباعة المستمرة كل عام بالإضافة الى توفيير ملايين الجنيهات التي تصرف على الطباعة كل عام دراسى.
ورصدت «اخبار التعليم» بعض أراء أولياء الأمور حول تحويل الكتاب المدرسى الى مذكرات، حيث قالت عبير أحمد أحد أعضاء «ثورة أمهات مصر» على المناهج الدراسية أن تحويل الكتاب المدرسي ليكون إلكترونيا صعب للغاية لأن هناك العديد من الأسر المصرية التي لا تستطيع طبع هذه الكتب من موقع الوزارة، وأضافت أن تحويل المناهج أيضا الكترونيا ومناهج تفاعلية على الإنترنت أمر صعب أيضا خاصة في القرى والمناطق النائية التي لا تصل اليها خدمات الإنترنت.
وأشارت عبير إلى أن تحويل الكتاب المدرسي إلى مذكرة بعد الإزالة الفعلية لكل الحشو، والاعتماد على الكيف وليس الكم سيكون أفضل لأنه سيعطي المجال للطالب لممارسة الأنشطة الفعلية المرتبطه بالمنهج.
وقال محمد أحمد، إن «مقترح تحويل الكتب الدراسية لمذكرات، أمر جيد حيث أن الطالب يلجأ إلى الكتاب الخارجي أولا وأخيرا، إضافة إلى أنه يلجأ أيضا في نهاية العام الدراسي وقبل الامتحانات إلى المذكرات التلخيصية، وأولياء الأمور الآن أصبحوا غير مهتمين بوصول الكتب الدراسية إلى المدارس من عدمه»، مشيرًا إلى أن فكرة الكتاب الخارجى تعتمد على التلخيص وكذلك كثرة الأسئلة التدريبية والشبيهة لأسئلة الامتحانات بالإضافة إلى كثرة التمارين وهذا السبب الذي يلجأ بسببه الطالب الى الكتاب الخارجى ويفتقده الكتاب المدرسى.
من جانبه قال طارق نور الدين، معاون وزير التربية والتعليم الأسبق لـ «صوت الأمة»، أن فكرة الغاء الكتاب المدرسى الورقي ليست وليدة اللحظة ولكن كانت مطروحة من قبل، ولكن مثل هذا القرار المصيرى يحتاج الى إرادة سياسية قوية، وأضاف «نور الدين» أنه لا يمكن إلغائه مرة واحدة، وقال محمد عبد الهادى وكيل مديرية التربية والتعليم بالجيزة، انه يمكن حل هذه المشكلة من خلال تحويل المناهج إلى إلكترونية أو طبعها من خلال الانترنت كمذكرات كل تيرم توفيرا للنفقات.
وكشفت مصادر داخل الوزارة عن كواليس ملامح المقترح التي تدور الآن، التي سوف يتم عرضها على مجلس الوزراء والنواب قريبا، لافتة إلى أن الوزارة ستبسط يدها لأصحاب الكتب الخارجية وتتعاون معهم من أجل عمل هذه المذكرات التلخيصية على أن يتم البدء بالمرحلة الثانوية أولا، إضافة الى الاستعانة بخبرات واضعى منهج الكتاب الخارجي في كتاب الوزراة.
وأشارت المصادر إلى أن الدكتور الهلالى الشربيني وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، أجرى حسبة حول طباعة الكتب الدراسية حيث يتم تكلفتها في العام الدراسي الواحد مليار و100 مليون جنيها، بينما يأتي مقترح المذكرات بأقل من ذلك كثيرا حتى يتم الاستفادة من الباقي في بناء مدارس وفصول لخفض الكثافة الطلابية داخل مدارس الجمهورية.