Admin Admin
عدد المساهمات : 1413 تاريخ التسجيل : 11/08/2014 العمل : مدرسة
| | من مدير عام بالتربية والتعليم إلى ماسح أحذية فالمعاش لايكفي - قصة معلم مهدور حقه | |
مثال حى لكل من يهاجم المعلمين ويزعم أنهم حيتان ” دروس خصوصية ” رجل تعدى الستين من عمره ومعاشه الميرى لايكفى لقمة عيشه هو وأولاده ، قارنه الكثيرون بزملائه فى الوزارات الأخرى ، فبعدما يخرجون على المعاش يجدون منصبا لهم كمستشارين فى وزاراتهم بمئات الآلاف من الجنيهات تجاعيد وجهه وشعره الأبيض توحى بأنه قديم فى المهنة على عكس الحقيقة، فلجأ لها بعد خروجه على المعاش، ليتبدل به الحال من مدير إحدى الإدارات فى وزارة التربية والتعليم بمحافظة القليوبية إلى ماسح أحذية، الوظيفة التى لم يجد غيرها ولم يخجل منها. حمدى سيد عبدالحفيظ، يفترش أحد شوارع شبرا الخيمة بصندوق خشبى يحوى عبوات تلميع الأحذية و«فوطة» بيضاء، بينما لا تفارق وجهه ابتسامة رضا لا تتماشى مع واقعه المعيشى والجهد الذى يقوم به يومياً، ودون أن يشعر بالخجل يتبادل أطراف الحديث مع زبائنه، ويحكى لهم ذكرياته فى مهنته السابقة: «هتكسف من إيه، دى شغلانة شريفة زيها زى غيرها. أصلى ما قدرتش على قعدة البيت بعد المعاش زى خيل الحكومة، كانت بتقتلنى وخلتنى أدور على شغلانة تانية»، كلمات «حمدى»، الذى يبلغ من العمر 65 عاماً، ويعيش فى شقة بشبرا الخيمة مع زوجته بعد أن تزوج جميع أبنائه. «زمايلى فى شغلى القديم قاطعونى بسبب اللى عملته، كانوا بيجولى مخصوص ويقولولى يا عم حمدى إنت بتضرنا باللى بتعمله ده، ارجع لبيتك ومش عارف إيه. للأسف الناس مش بيهمها غير المظاهر، أنا مش فارق معايا مدير من ماسح أحذية، المهم بعمل الحاجة اللى بحبها»، يقولها «حمدى» بصوت واثق. مميزات عديدة جعلت «حمدى» يختار مهنة ماسح الأحذية، أولاها التعامل مع الناس، فهو يجيد ذلك منذ أن كان يعمل فى التربية والتعليم، إلى جانب حرية الحركة لأى مكان يريد أن يمسح به أحذية الزبائن: «ناس كتير ممكن يقولوا إيه الراجل المجنون ده! وأنا بقول للكبير قبل الصغير الشغل مش مرتبط بسن، والرزق مش واقف على الميرى زى ما البعض فاكر». فى الوقت الذى رفض فيه الجميع مهنة «حمدى» بمن فى ذلك أبناؤه، ساندته زوجته فى قراره: «الأسعار نار والعيشة صعبة، أعتقد ناس كتير هتفكر زيى وتقول الشغل مش عيب.. المهم الواحد يكفى بيته حتى لو أشتغل ماسح أحذية»! |
|